الفصل الثالث : غموض و حزن

تعرفنا في الفصل السابق الفصل الثاني  : الحذر لا يمنع قدر  , كيف قُتل الأمير هيكتور و كيف قُتل الملك و الملكة بسهمين مجهولا المصدر و الوصية التي أوصاها الملك لرئيس الحرس وهو يلفظ أنفاسه الأخيره ٬ وأن رئيس الحرس قد وعده بتسليم العرش للأمير الشاب الذي كان في رحلة استكشافية بعيدا عن المملكة كعادته.

الفصل الثالث : غموض و حزن

في الحقيقة كان رئيس الحرس مرتبك جدا فهو حزين على الملك الذي توفي بين يديه و قلبه يتألم و في نفس الوقت يجب تأمين الأمير الشاب قبل عودته و يجب أيضا أن يعرف من قتل الملك و الملكة و لمصلحة من ٬ و يجب أيضا أن يُخفي خبر وفاة الملك لأنه اذا علم الشعب بذلك ستسود الفوضى أكثر و ربما يُقتل هو شخصيا أو تتجه الإتهامات بقتل الملك و الملكة فالموقف كان صعبا جدا عليه لكنه تمالك نفسه و اتبع الخطوات التالية أولا أرسل مجموعة من أفضل الحراس المخلصين لإستقبال الأمير الشاب و تامينه ٬ ثانيا وضع الجثث في تابوت به قوالب من الثلج و مبطن جيدا حتى لا ينصهر الثلج و تتعفن الجثث ,ثالثا منع خرروج أي شخص من المملكة حتى لا يهرب القاتل و يكون أمامه الوقت الكافي لاكتشافه ٬ و حتى لا يبلغ هذا القاتل من يعمل لحسابه بما حدث .

على الجانب الآخر كان بالفعل الأمير الشاب عائدا وكان يفكر في كلمات الملكة الأخيره له و انه وعدها انه لن يتأخر هذه المره و أنها كانت لا تريده أن يسافر فقد كان عائدا و هو في اشتياق شديدا لها هذه المره ٬ ولكن على مشارف المملكة فاجأه الحراس الذين أرسلهم رئيس الحرس و طلبوا منه أن يتنكر في زي شخص من عامة الشعب ليدخل المملكة دون أن يعرفه أحد و أخبروه "الملك اكتشف خائن فطلب تأمينك" فسألهم و علمات القلق تظهر عليه "هل الملك بخير!!" فأجابوه "نعم انه بخير" و لكن الامير كان يلحظ الحزن في أعين الحراس ٬ و هذا ما جعله غير مطمئن و تنكروا جميعا و بدؤا في الذهاب إلى المملكة و كان الأمير الشاب يسألهم في الطريق كل حين :"هل الملك بخير ؟! أخبروني الحقيقه !" فيجيبوه :" نعم " و لكن بحزن.

و هذا ما يجعل الأمير الشاب يُعيد السؤال طوال الطريق ٬ فلم يكف الأمير عن هذا السؤال أبدا حتى دخلوا جميعا المملكة بسلام وذهب إلى رئيس الحرس الذي أخبره بكل شئ و أخبره أيضا عن مشاكل أببيه مع عمه هيكتور فإنفجر الأمير الشاب في الصراخ و البكاء مثل الأطفال ٬ و لم يتمالك نفسه أمام الجميع و بدأ يتذكر كلمات الملكة الأخيرة و زكرياته مع الملك و الملكة و دخل في نوبه من الجنون من هول الصدمة, ثم طلب من رئيس الحرس أن يتركه يوم كامل وحده فهذه الصدمه كفيلة ان تدمر أي شخص ٬ و لكن رئيس الحرس قال له :" الوقت ليس في صالحنا " فرد الأمير الشاب بقوة و غضب على رئيس الحرس "نفذ الأوامر" , و قد استعجب رئيس الحرس لأسلوب الأمير الشاب فهذه أول مره ينفعل عليه الأمير خاصة و أنه يعلمه جيدا و يعرف طباع الأمير الودودة , فهو الذي علمه الفروسية منذ الصغر وهو من شارك في تربيته مع الملك ٬ و هو من كان يؤمنه أثناء معظم رحلات سفره.

كما أن رئيس الحرس وجد في نظرة الأمير تحول غريب و كأنه وجد شيطان غضب في نظرته و حينها أيقن أن الأمير الشاب في هذه العزلة إما سينهار و ينتهي للأبد ٬ أو سيصبح وحشا كاسر لن يستطيع أحد الوقوف أما غضبه و لن يوقفه أحد عن نار الإنتقام .

وهنا دخل اللأمير الشاب إلى خلوته ولكنه كان يعلم جيدا أن الوقت ليس في صالحه كما قال له رئيس الحرس فقرر رغم شدة حزنه و ارتباكة أن يقسم يومه كالآتي أولا أول ست ساعات سيفرغها للحزن و اخراج أي طاقة سلبية لرثاء والديه ٬ ثانيا الست ساعات التي تليها سيفكر كيف يخبر الشعب بخبر وفاة الملك و الملكة و الخطبة التي سيتليها عليهم حتى لا تحدث فتنه ٬ و ثالثا الست ساعات التي تليها هو متأكد أن المملكة ستتعرض لهجوم فيجب عليه حشد الجيش لتأمين المملكة جيدا لأن القاتل يعمل لمصلحة مملكة أخرى و ليس من القصر ٬ و بذلك فهو معرض للهجوم في أي لحظة  ٬أما رابعا أما في آخر ست ساعات فإن تفكيره مثل رئيس الحرس يجب عدم خروج أي شخص من المملكة حتى لا تصل الآخبار إلى المملكة الغامضة و التي لها مصلحة في مقتل الملك روبرت.

فالأمير الشاب لديه الكثر من الخبرات وهو ذكي جدا ٬ وقد اكتسب خبرات أكثر في رحلاته الاستكشافية على مدار حياته و تعلم أيضا فنون الحرب النفسية و المعنوية فهو ليس من الشخصيات التي تنهار بسهولة أو تهزم رغم صغر سنه .

بعد أربعة و عشرون ساعة خرج الأمير الشاب من عزلته و طلب حضور رئيس الحرس فذهب إليه مسرعا و طلب منه بإعلان وفاة الملك و الملكة للشعب و بدأ مراسم الجنازة الملكية ٬ و أنه يريد مخاطبة الشعب قبل مراسم إعلانه ملكا للمملكة و أنه يريد أن يكون هذا الخطاب عند قبر الملك و الملكة بعد دفنهما ; ليضمن أن الخطاب الذي سيلقيه سوف يسمعه أكبر عدد من الشعب و ليحدثهم عن المرحلة المقبله و خطورتها .

وهنا استقبل الشعب خبر وفاة الملك و الملكة بصدمة شديدة و حزن شديد حيث أهما كانا محبوبان بشده من الشعب ٬ و تم إعلان الجنازة الملكية في صباح اليوم التالي  ٬ و قد كانت جنازة مهيبة وبذل الحرس مجهودا خارقا لتأمينها من كثرة الناس و مجهود أكبر لتأمين خطاب الملك الجديد ٬و بعد دفن الملك و الملكة قام الملك الجديد ليلقي خطبته على الشعب .

فبدأ خطابه بالترحم على ارواح والديه وعمه الذي اضطر أن يقول عنه للشعب أنه قُتل معهم ٬ و جعل صورته أفضل حتى لا تحدث فتنه و قال : " نحن الآن في مرحلة فاصلة في حياة المملكة فنحن معرضون للهجوم من الخونه في أي لحظة و حتى الآن لم نعرف من هم ٬ و هذا أصعب شئ أنك لا تعرف عدوك الحقيقي ومتى ستأتي الضربة ولهذا يجب أن نكون جميعا على قلب رجل واحد و أن نضع أي خلاف بيننا جانبا في هذا الوقت الحرج ٬ و أعرف ان الجميع هنا ليس متفق أو مقتنع أن أكون ملك في هذا السن و الكثير منكم قد يعتقد اني قليل الخبرة لأني لم أبلغ سن العشرين حتى الآن و هذا بالطبع حقهم ٬ ولكن لن يتفق البشر أبدا على رأي واحد و هذه سنة الحياة ولكني أعدكم و من فوق قبر عائلتي أن في خلال سنة واحدة ستتبدل أحوالكم ٬ و إذا اتحدنا لن يكون هناك شخص فقير في هذه المملكة و ستعيشون أيام لن تعيشوها من قبل و لكننا لابد ان نواجه ما ينتظرنا معا حتى لا تؤخذ نساؤنا و أولادونا عبيدا " ٬ ثم صاح بصوت مرتفع جدا : "أن الملك فرانك ابن الملك روبرت و الملكة ساندا ٬ أعطوني نصف الحب فقط الذي أعطيتماه مسبقا لوالدي و سأقودكم لحكم العالم كله و ليس أرضكم فقط ٬ و سوف نذيق عونا الهزيمة المزلة لنأخذ ثأرنا جميعا ٬ فهو ثأر كل من أحب الملك و الملكة و ثأر كل من لا يقبل الهوان و الزل على نفسه فقد اقتربت الساعة التي سنسطر فيها التاريخ أو يمحونا التاريخ من مذكراته و نكون كأقوام باعوا أنفسهم ٬ و دفنوا رؤوسهم في الرمال ليعيشوا في سلام وهم يروا كرامتهم و أعراضهم تُدهس بالنعال فهم اموات في صورة أحياء " .

وقد تعاطف الشعب مع هذه الخطبة و أحس الشعب بالخطر القادم ٬ و شعروا بالخوف و لكنهم وثقوا في الملك الشاب فرانك و بدأ الشعب يستعد لما هو قادم و ساده حالة من الوحدة الوطنية بين فئات الشعب فالجميع يستعد للعدو المجهول حتى يثأر منه و يحمي عرضه و شرفه..... يتبع

في الفصل القادم : الفصل الرابع : جحيم الانتقام

سنتعرف ماذا سيفعل الملك فرانك بعد توليه الحكم و من هو عدوه الغامض .
Positive Articles for better life (PBL)