قصة أسرار العالم الخفي الفصل الأول : صراع على العرش
منذ أكثر من ثلاثة قرون كان هناك مملكة صغيرة في وسط أوروبا ٬ كان يحكمها ملك يدعى روبرت و له زوجة جميلة هي الملكة ساندرا ٬كانا يحبان بعضهما البعض بشدة و كانا محبوبان لدى الشعب ; لكن كان هناك شئ وحيد يعكر صفو هذا الحب فكان الملك يريد وريث لعرشة و أيضا الملكة كانت تحلم بإبن لها وقد تأخر هذا الحلم سنين كثيرة.

الفصل الأول : الصراع على العرش


كان دائما هناك أشخاص مقربين من الملك يهمسون له دائما في أذنه بأنه يجب أن يتزوج مره أخرى ولو من جارية حتى يضمن وريث للعرش ٬ حيث كان الملك روبرت الأخ الأكبر لشقيقين لا يريدونه أن يتزوج أو ينجب حتى يكون لهم فرصة في الحكم بعد وفاته ٬ كان الشقيق الأوسط يدعى الأمير ريمون والأصغر يدعى الأمير هيكتور وكان الأشد طمعا للعرش فكانا دائما يهمسوا في أذنه بأنه لا يمكن أن يخون الملكة بعد كل هذا الحب الكبير حتى ان وافقت الملكة فلن يتقبل الشعب هذا أبدا فقد شهد الشعب قصة حبكما سويا ٬ و أنه قد يتعاطف الكثير من الشعب مع الملكة و ينقلبوا عليك و يكرهونك و لكن كان الشقيقن في الحقيقة هدفهم الرئيسي ألا يأتي الملك بوريث للعرش و كان الملك مشتت جدا داخليا فهو يحب الملكة كثيرا ٬ ولكن في نفس الوقت هو يريد أن ينجب فهذه غريزة البشر حتى أصبح  ممزقا فهناك من يهمس بأذنه بشئ واخوته يهمسون بشئ آخر فكان دائما في صراع داخلي مع نفسه.

كان هذا الصراع يخلق الكثير من المشاكل بين الملك و الملكة فهي أيضا تحبه كأي زوجة ولا تتخيل أن يكون مع امرأه غيرها فهي تعشقه ولا تتخيل هذا السيناريو مطلقا ٬ و هل اذا وافقت على ذلك سيعاملها جيدا أم من ستنجب له ستحظى بكل حبه و اهتمامه بها و بطفلها ٬ فالملكة هي الأخرى كانت في صراع داخلي.

و نستطيع أن نقول أن القصر كان يعيش في حالة من التآمر فكل من له مصلحة يتجسس على الآخر حتى مرض الملك روبرت مرض شديد و بدأت الأخبار تنتشر في القصر عن اقتراب موته.

وصلت هذه الأخبار للشقيقين ٬ فكان الأمير ريمون بدأ يتصرف وكأنه الملك وبدأ يستعد بدأ الغرور يتملكه ولكنه لم يتخيل أن الأمير هيكتور أخاه الأصغر لن يسمح له باعتلاء العرش بهذه السهولة فقد طلب من أحد جواسيسه أن يتخلص منه لينفرد الأمير هيكتور وحده بالعرش ٬ فكان الأمير ريمون يعشق النساء والخمر وفي احدى الليالي قرر أن يحتفل سرا بقرب تتويجه كملك بقضاء ليلة مع عدد من الجواري الجميلات وشرب الخمر حتى مطلع الفجر ٬ ولكن كان أخوه الأصغر هيكتور قد اتفق مع احدى الجواري والتي في نفس الوقت كانت جاسوسه له بأن تضع له السم في الخمر و بعد أن يموت سياخذ الجثة رجالة ويخفوها وبعد فترة من غياب الامير يتم اعلانه هو الملك الجديد ٬ و بالفعل تم تنفيذ الخطة بنجاح وتخلص هيكتور من أخيه ريمون و أصبح ينتظر موت الملك روبرت بفارغ الصبر حتى ينفرد بالحكم ولكن المفجأه أن الملك روبرت بعد أن كان طريح الفراش في عداد الموتى لعدة أسابيع تعافى فجأه وهنا كانت الصدمة للأمير هيكتور ٬ فبعد اختفاء الأمير ريمون بدأت أصابع الاتهام تتجه إلى الأمير هيكتور لأنه صاحب المصلحة الوحيد أثناء مرض الملك و بالتأكيد لم يواجهه أحد بذلك لعدم وجود دليل ولكنه كان يرى تلك الكلمات في أعين الملك و من حوله وهذا ما جعله مرتعب لأنه يشعر بأن الملك يشك في أمره و ما زاد الضغط عليه أن شركائه في الجريمه كانوا يبتزوه ماديا حتى لا يفضحوا أمره و تتأكد شكوك الملك ; فقد أصبح الأمير هيكتور تحت ضغط رهيب من جميع النواحي.

على الجانب الآخر بعدما تعافى الملك روبرت تغيرت فيه أفكار كثيرة فأصبح لا يفكر أن ينجب خاصة بعد اختفاء شقيقه الأمير ريمون ٬ و بدأ يكون كثير الحذر من أخيه الأصغر برغم حبه الشديد لكلا أخويه ففكرة أنه قد يكون الأمير هيكتور هو من تخلص من الأمير ريمون كانت ترعبه من الانجاب فكيف ينجب ابنا يرث عرشا يقتل الأخ أخيه من أجل الوصل إليه فربما حاول الأمير هيكتور أيضا قتل ابن أخيه ليصل للعرش ٬ فمع حرصه من اخيه تغيرت علاقته نهائيا مع الملكة فحاول اذابة أية خلافات و حاول أن يطمئنها و يتقرب اليها أكثر و ينزع من رأسها فكرة أنه قد يتزوج عليها للانجاب ٬ صحيح أنها كانت تشك في هذا الامر و لكنه معاملته المثالية لها كانت تنسيها أحيانا الضغوط التي تعرضت لها الفترة السابقة.

وذات صباح كان الملك و الملكة يمتطيان حصانيهما وسط حراسهما في حديقة القصر كعادتهما التي لم يمارسوها منذ فترة ٬ و اذا بالملكة تسقط من فوق حصانها وهرع الملك اليها وجاء أمهر الحكماء فهو كان يشك أنها من الممكن أن تكون قد وضع أحد لها سما فقد أصبح تفكيره مليئا بالشكوك خاصة ناحية أخيه.

ولكن قد كانت المفاجأه حين أخبره أحد الحكماء أن زوجته بخير و بشره بأن الملكة ساندرا ستضع له وريثا للعرش و أن الجنين لم يتأثر بهذا الحادث ولكن عليها الحذر و هنا كانت المفجأه فمع شدة فرحته كان شديد القلق فهذا الخبر سيزعج اخاه الأمير ريمون ; فقد يحاول التخلص من هذا الطفل أو من الطفل و الملكة سويا و هذا ماجعله يشدد الحراسة على زوجته و أن يحرص هو بنفسه على أن يكون بجوارها دائما و تعيين حراس شديدي الولاء له ٬ أما الملكة فكانت في قمة السعادة فلم تتوقع أن تنجب بعد كل هذه السنين و بدأت بتخيل شكل مولودها وأمرت باعداد أفضل الثياب و الألعاب لولد أو فتاه فكانت تعيش في أحلى الأحلام ٬ و زالت جميع الضغوطات من عليها و بدأت تفكر ماذا ستسمي مولودها اذا كا ولد أو كانت فتاه.

على الجانب الآخر بعدما علم الامير ريمون بأنباء حمل الملكة استشاط غيظا و شعر أن كل ما خطط له يضيع أمام عينه وزادت الضغوط عليه خاصة بعد تنمر شركاؤه في الجريمة الأولى عليه فهم في النهاية كانوا يتعاملون معه على انه سيصبح ملكا في المستقبل ٬ وسيحقق أمانيهم أما الآن فضاع هذا الأمل فأصبح لا يلاقي نفس الاحترام من شركائه مما دفعه للبدئ في التفكير في خطة جديدة للتخلص من هذا الطفل بأي شكل لإستعادة هيبته و أمله في الملك ٬ ولكنه كان يعلم أن الملك يضعه على قائمة المشكوك فيه في اختفاء شقيقه الأمير ريمون خاصة بعد تغير معاملة الملك معه في كل شئ ٬ ولأنه يعلم أن هناك حراسة شديدة على الملكة و أن هؤلاء الحراس شديدوا الولاء للملك و الملكة وحتى الجواري المسؤلون عن خدمة الملكة من شديدي الولاء لها من صغرها ٬ وهنا اضطر أن يؤجل الفكرة قليلا فربما تنجب الملكة فتاة فلا تكن هناك مشكلة من الأساس.

وتمر الشهور بسلام و تنجب الملكة ساندرا وريثا للعرش ..... يتبع

 في الفصل القادم :  الفصل الثاني  : الحذر لا يمنع قدر  

 سنتعرف على نوع المولود ما اذا كان ذكر أو أنثى وماذا سيكون رد فعل الأميرهيكتور.
Positive Articles for better life (PBL)