الفصل الثاني  : الحذر لا يمنع قدر

كما علمنا في الفصل السابق الفصل الأول : صراع على العرش , قد انجبت الملكة ساندرا مولودها الأول و كان الملك ينتظر بشغف حتي وصلته الأخبار بأنه أنجب (ولد) فلم يصدق من شدة الفرح فقرر ان يقيم أحتفال لم يحدث مثله من قبل ٬و أن يدعي كل العامة و الفقراء من الشعب و لكنه أيضا كان يعلم جيدا ان هذا المولود معرض للخطر بنسبة كبيرة لتخوفه من أخاه الأصغر الأمير هيكتور ففرض علي الملكة و المولود الجديد حراسة اكبر مشددة و كان المولود جميلا جدا ٬ و قد كان هو فعليا ولادة حياة حقيقية لحياة جديدة بين الملك و الملكة و قد قررا أن يسموه فرانك و تعاهدا أن يحافظا عليه و أن يعلماه كل شىء من الفروسية الي الثقافة الي تجارب فالملك كان يريد أن يتعلم هذا المولود كل شىء عن الحياة في اسرع وقت حتي يطمأن عليه ٬ و انه مستعد لأن يكون ملك من بعده خاصة أن الملك روبرت كان كبيرا في السن هو و الملكة فكانا يشعران بأنهم من الممكن أن ينتهي بهما العمر قبل ان يكبر الأمير الصغير .

الفصل الثاني : الحذر لا يمنع قدر


أقام الملك روبرت بالفعل حفلة كبيرة جدا للأحتفال بالأمير الصغير تحاكي بها الشعب بأكمله و ظلت هذه الحفلة حتي صباح اليوم التالي.

علي الجانب الأخر حدث الأمر الذي لم يكن الأمير هيكتور يريده أن يحدث و الذي استشاط غضبا و أحس أن الحكم ابتعد عنه و زادت الضغوطات عليه و بدأ أصحاب المصالح في الضغط عليه أكثر ٬ وضعوا في رأسه فكرة أن الملك سيفكر في التخلص منه لحماية مولوده الجديد خاصة أن الملك روبرت يشك فيه بعد أختفاء الأمير ريمون فأصبح مضطرا الأمير هيكتور أن يرتكب جريمة أخري و أن يخطط للتخلص من الملك و ابنه سويا حيث أنه لو تخلص من الرضيع فقط ستكون أصابع الإتهام موجهه له مباشرة و سينتقم الملك منه و يقتله علي الفور فأصبحت الآن المهمة أصعب و أشد ٬ و هذا يحتاج الي خطة محكمه  ستستغرق وقت فكان من المهم جدا أن ينتظر حتي تأتي الفرصة المناسبة  ليضمن نجاح خطته فأي خطأ سوف يعرض حياته شخصيا للخطر.

و تمر السنوات رويدا رويدا و يكبر الأمير فرانك الذي كان معشوق القصر بجماله و برائته كطفل ٬ فقد كان شديد الذكاء يحب ان يستمع جيدا و ليس مندفعا و كان متواضع يحب الجميع و قد كان الملك يرسله دائما في رحلات بعيدة عن المملكة الصغيرة  ليتعلم كل شىء و في نفس الوقت يكون بعيدا عن عمه.

و تمر الأيام و يصبح الأمير فرانك شابا قويا طويل القامة  عريض المنكبين و لديه علم كبير و مهارة في الفروسية  و أمور الحرب ٬ ولكنه كان يفتقد خبرة الحياة و ايضا لم يخبره الملك من قبل بشأن الأمير هيكتور أو أي شىء عن الماضي فالأمير الشاب لم يكن يكره عمه ; لأنه لا يفهم شىء لكنه كان يلاحظ عدم حب الملك له و كان يسأل أبيه دوما عن السبب فلا يعطيه سبب واضح.

و كان الأمير الشاب يحب السفر كثيرا فقد اعتاد علي هذا الأمر منذ طفولته فأحب الأمير التعرف علي الثقافات الجديدة و الكثيرة و كان يحب ان يتنكر في ثياب عادية و يتعامل مع عامة الناس في الأسواق و في الشوارع  ليعرف كيف يفكر الناس و كم هم بسطاء ٬ و كان هذا الأمر يثقله بخبرات أكبر من عمره و كان لا يمكث في أي مدينة يزورها أكثر من يوميين و يساعد من يحتاج الي مساعدة حقا ثم يختفي من هذه المدينة بعد ذلك فقد كان قلبه كبيرا جدا.

و في أحد السفريات و قبل أن يغادر المملكة الصغيرة دخلت عليه الملكة ساندرا و طلبت منه ألا يسافر فهي تفتقده كثيراو قالت له أنها هي و أبيه قد تقدما كثيرا في العمر و تريده ألا يسافر و يظل معهم ٬ كما أنها تريده أن يتزوج حتي يستقر ولكنه أقنعها بلطف أنه يجب أن يسافر و أنه سوف يعود سريعا هذه المرة  و أنه سيفكر بالتأكيد في موضوع الزواج ; ولكن في الحقيقة فكرة الزواج كانت لا تستهوي أبدا الأمير الشاب لأنه ببساطة كانت لديه أهتمامات أخري مثل أكتشاف العالم و التعلم من ثقافات جديدة.

علي الجانب الأخر قد انتظر الأمير هيكتور كثيرا لم يستطع فعل أي شىء و لكنه كان يحاول دائما شراء ولاء الحراس الجدد فالحراس القدامي شديدي الولاء للملك ٬ و لكنهم في نفس الوقت اغلبهم قد تقدم في العمر و القضاء عليهم اصبح ليس صعبا خاصة أن الحراس الجدد جميعهم شباب و أشداء فأخيرا قد سنحت الفرصة له ٬ فالأمير الشاب ليس في المملكة و لو تخلص من الملك سيضمن الحكم لنفسه و حينها سيمنع الأمير الشاب من دخول المملكة أصلا و سيقتله من علي أسوار المدينة ٬ و بالفعل بدأ التحضير للخطة و طلب الأمير هيكتور من رئيس الديوان الملكي مقابلة الملك في أقرب فرصة و لكن الملك أخبر رئيس الديوان بأن يؤجل هذه المقابلة لمدة اسبوعين فقد شعر الملك بالخطر هذه المرة ٬ و أراد ان يؤمن نفسه جيدا ضد أي محاولة للأنقلاب خاصة أن الأمير الشاب غير موجود في المملكة و لكن الأمير هيكتور ظل يلح لتقديم الموعد بحجة أن هناك أمر شديد الأهمية و لا يحتمل التأخير ٬ و هنا شك الملك أكثر في أخيه و شعر أن هناك أمرا يدبر ضده و لكنه وافق في النهاية أن يكون اللقاء بعد أسبوع و في خلال تلك المدة أعد الملك كل شىء للايقاع بأخيه الأصغر ٬ و قد فرح الأمير هيكتور كثيرا بعد موافقة الملك علي طلبه و بدأ في التحضير هو الأخر لكل شىء و تمر الأيام و و يأتي يوم الحسم ٬ و بدأ الملك في تحضير نفسه لهذا اللقاء هو و زوجته فقد لبسا أفخم الملابس و كان الأمير هيكتور ينتظر في القاعة و تم دق طبول مجىء الملك و الملكة ٬ و لكن كل من في القاعة كانوا من الحراس الجدد ماعدا أربعة حراس من الحرس القديم للملك ٬ و دخل الملك و الملكة القاعة بالفعل بكل كبرياء و تعالي و جلس هو و الملكة علي العرش و قابل الأمير بابتسامة صفراء فيها تعالي و ثقة و الأمير أيضا بدله نفس النظرة ثم بدأ الأمير بتحية الملك فرد عليه الملك لقد طلبت لقائي للأهمية يا هيكتور فما هو الأمر الخطير الذي تريد ان تخبرني به فرد الأمير نعم هذا صحيح  منذ سنوات مللت من عدها ٬ و منذ اختفاء الأمير ريمون و معاملتك لي تغيرت كما أني أجد نظرات الشك في عيناك تجاهي ٬ و كأنك تقول لي انت القاتل أنت من أخفيته فرد الملك بهدوء أنت تستطيع أن تقرأ لغة العيون جيدا يا هيكتور فرد هيكتور نعم أقرأها جيدا أنا بارع في ذلك ٬ و لقد جئت اليوم لأعترف لك بالحقيقة فرد الملك ضاحكا بسخرية هل أستطعت أن تجد المجرم الحقيقي بعد كل هذه السنين يا هيكتور فقال هيكتور نعم فرد الملك ساخرا من هو اذن ؟

فرد الأمير هيكتور بكل ثقة ها هو أمامك و هو يشير الي نفسه ضاحكا فتعجب الملك من جرأته و قال أنا كنت متأكد من ذلك فرد الأمير ٬ ولكنك لن تستطيع أن تفعل شىء فهذه ستكون كلماتك الأخيرة أيها الملك العجوز ٬ و فجأة تحولت كل سهام الحراس تجاه الملك فقال لهم الأمير لا تطلقوا السهام أريد ان أنول شرف قتل الملك بنفسي هو ٬ و تلك المرأة المسنة لقد استأجرت من يقتل ريمون من قبل لكن روبرت سيكون من الشرف لي قتله بيدي و تم أعطائه سيف كبير ليقوم بقتل الملك و الملكة .

ولكن الملك كان محتاط جدا فقد دخل جميع الحراس القدامي من كل أتجاه ٬ و حاصروا الحراس الجدد و تم رمي سهم بسرعة علي الأمير هيكتور فسقط علي الفور ٬ و أستسلم الحراس الجدد الا أن في تلك الحظة تم اطلاق سهمين مسمومين و مجهولا المصدر علي الملك و الملكة فسقطا في الحال و لم يعرف مصدر تلك السهام ٬ و اخذ الحراس يتتبعوا مكان الاطلاق و أثناء ما كان الملك يلفظ أنفاسه الأخيرة اوصي رئيس الحرس بتأمين المملكة للملك الشاب الجديد و الحفاظ عليه و مساعدته فرد عليه رئيس الحراس و هو يبكي أعدك مولاي و توفي الملك و الملكة..... يتبع

في الفصل القادم :   الفصل الثالث : غموض و حزن

سنتعرف علي رد فعل الأمير الشاب و هل سيفي رئيس الحرس بوعده للملك أم لا؟
Positive Articles for better life (PBL)