الفصل الخامس : بداية امبراطورية

تعرفنا في الفصل السابق الفصل الرابع : جحيم الانتقام , كيف انتقم و أذل الملك فرانك أعداؤه في الشمال و الشرق و احتل أراضيهم و أخذ ملكهم و الخطاب اللذي ألقاه على شعب هاتان المملكتان و الذي جعل الناس تهابه.

و لكن الملك فرانك الآن أصبح متوقع أن يتم الهجوم عليه من الغرب و الجنوب ٬ فيجب عليه تأمين انتضاراته جيدا و بدأ في التفكير و التخطيط لإحتلال المملكة الجنوبيه و المملكة الغربيه ليؤمن نفسه وليزيد من قوته و هيمنته و لكي يفعل هذا يجب أن يضمن ولاء شعب الشمال و شعب الشرق و شعبه هو شخصياً ٬ حيث أن الشعب أصبح يعاني بسبب الحرب وهنا بدأ بشعبه حيث أمر بتوزيع مكتسبات الحرب عليهم ليشعرهم بالتغير و أنه يفي بوعوده و بالفعل أصبح شعبه يشعر بتحسن كبير حيث أن الطعام أصبح متوافر في الأسواق بأسعار قليلة ٬ كما أنه ألغى الضرائب في مملكته و في ممكلة الشمال و الشرق أيضا و بدأ بدمج تلك الشعوب تحت راية واحدة ليكون لهم جميعاً نفس الحقوق و عليهم نفس الواجبات و قام بتطوير الطرق بين الثلاث ممالك لزيادة الأسواق و التجارة .

الفصل الخامس : بداية امبراطورية


و بالفعل أصبح إقتصاد الثلاث ممالك قوي جداً و تحسنت الحالة المادية للشعب و أصبح هنا الملك فرانك محبوبا جدا من كل الشعب ٬ و أصبح هناك ولاء شديد أيضاً له و هنا قام الملك فرانك بانشاء جيشا قوي جدا من الثلاث ممالك مما جعل مملكتي الغرب و الجنوب يتحدوا سويا للقضاء على الملك فرانك خوفا من بطشه بهم ٬ و لكن جواسيس الملك فرانك أخبروه بكل شيء يحدث حيث أن كلا من مملكة الجنوب و الغرب قرروا أن يبدؤا بالهجوم ليباغتوا الملك ٬ و لذلك وضع الملك فرانك خطة لمحاصرتهم بين جبلين و القضاء عليهم و هم في الطريق إليه.

وهذا ما حدث بالفعل فقد قام بمحاصرتهم و هزيمتهم و استطاع أن يصبح ملك على مملكة الغرب و ممكلة الجنوب أيضاً و دمجهم إلى بقية ملكه و توحيد تلك الشعوب بنفس الطريقة السابقة و أصبح أقوى بكثير اقتصاديا و حربيا و ماديا حيث أصبح جيشه قويا جدا و شديد الولاء له و من هنا زادت غريزة حبه للغزو و توسيع ملكة فالإنتصار يجلب إنتصار آخر و بدأ يتوسع في السيطرة على كل مملكة قريبة منه و استطاع هزيمة كل من يواجهه ٬ حتى أصبح يحكم قبضته على نصف أروروبا و دمج كل هذه الأراضي تحت اسم واحد و هي مملكة عظمى شعبها موحد تسمى مملكة الشمس .

و لقد أطلق عليها هذا الاسم لأنها أشرقت من وسط أروروبا و امتد نفوذها إلى أوروبا بأكملها فكل أوروبا الآن تعرف من هو الملك فرانك حيث انتشرت أخبار انتصاراته و كيف قهر أعداءه في أوروبا كلها بل أن هناك من كان يحكي أساطير عن قوته و بطشه و من شدة ذكاءه كان يبعث بجواسيس له في البلاد المجاورة ليقصوا للناس عن قوته و أنه شخص غير عادي ولا يستطيع أحد أن يهزمه و أنه يعرف ما بداخل أي شخص بمجرد أن ينظر في عينه ٬ و كيف أنه لا يرحم أعداؤه و أنه ليس لديه قلب حين يواجههم.

كانت الناس تصدق هذه القصص و تنشرها بينهم بل و يزيدوا على الراوي بأساطير أكبر عن شخصية الملك فرانك فهذه طبيعة البشر و كان الملك فرانك أيضا يأمر جواسيسه أن يجعلوا الناس تحبه مثلما يهابونه فيقصوا للناس عن مدى حبه لشعبه و كيف هو حليم معهم و يساعد الفقراء و يتجول دون حرس وسق الأسواق و بين الفلاحين في المراعي و كان هذا ذكاء شديد من الملك فرانك .

كما أنه أدرك انه لايستطيع أن يحارب العالم كله لو اتحدوا عليه و كان أول من وضع فكرة أحكم و سيطر دون أن تملك.

ماهي فكرة احكم و سيطر دون أن تملك؟

هي ببساطة أنك تملك جزء كبير من الأراضي ٬ و جميع الأراضي الأخرى سواء البعيدة عنك أو القريبة منك يملكها حكام آخرون و لكن هم يخاوفون منك و يهابونك و يحترمونك فيصبحوا دون أن يشعروا تابعين لك و ينفذوا جميع أوامرك دون تفكير و بالتالي أنت هنا تملك تلك بالبلاد دون أن تكون حاكمها الفعلي أو بطريقة غير مباشرة .

هذا ما كان يقوم به الملك فرانك بعد سلسلة من الانتصارات في الحروب و بعدما أشاع أساطيؤ عن نفسه لمن حوله أصبح الملوك من حوله يخشون مواجهته و يحاولون الابتعاد عن بطشه أو اكتساب عدواه معه ٬ بل بدؤا يتقربون إليه و إكتساب وده و محاولة تكوين صداقة معه عن طريق البرقيات و الهدايا التي لا تقدر بثمن و كان يقبل بعض الهدايا و يرفض البعض ليجعل من حوله يتحيرون في تفكيره و عن نواياه و بماذا يخطط , و ليشعر صاحب الهدية أنه اذا قبلها أنه ليس بحاجة إليها بل أنه قام لصاحب الهدية بمعروف حين قبلها.

كان الملك فرانك يقيم في العام الواحد حفلتان  كبيرتان جدا يدعوا فيها الملوك المقربين منه و المملكة التي لم يدعوها يظل ملكها ينتظر دوره في الحفلة التي تليها أو يظل يفكر فيما أخطأ ؟ هل الملك فرانك غضبان مني ؟

ورغم كل هذه الانتصارات و المملكة العظيمة التي أنشأها لم يفكر الملك فرانك أن يكون له زوجه أو أولاد فلقد أصابه مقتل والديه بعقده فكانت فلسفته أنه لا يجب أن يكون لديه نقطة ضعف فإذا كانت له زوجه يحبها أو ابن متعلق به فهذه نقطة ضعف قد يستغلها أعداؤه او قد يكون هو شخصيا ضحية هذه المرأه ٬ فكم من سيدات قامت بتدمير قصور بعروشها.

و كان الهدف من تلك الحفلات التي يقيمها كل عام هو اختيار الملوك الذين يستطيعون أن يكونوا حلفاء له و يخدمون مصالحه لتحقيق حلمه في السيطرة على العالم ..... يتبع

في الفصل القادم :  الفصل السادس : الحليف الأول

سوف نعلم من هي المملكة التي تم اخيارها أولاً  و لماذا تم اختيارها ؟

Positive Articles for better life (PBL)